يكون بينهم قتال. ثم رأو أن الخطب أيسر مما تكلفوا له, فتراجعوا ولم يفقم الشر بينهم".

13- واعظ:

احتشد الناس في ناحية من عكاظ يتوسطهم شيخ وقور، على وجهه سمات اليقين والخير، وهو على جمل أورق، قد أرهف الناس إليه آذانهم مصغين، وأعينهم إلى وجهه، وقد شدهتهم الحيرة من ألفاظ تجري على لسانه من خبر السماء وما بعد الممات، وعظات لا عهد لهم بمثلها في أحيائهم النائية وأوطانهم الشاحبة, وإذا هو يخطبهم ويقول:

"أيها الناس، اسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آتٍ آت، ليل داج ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وجبال مرساة، وأرض مدحاة، وأنهار مجراة. إن في السماء لخبرا وإن في الأرض لعبرا، ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون؟! أرضوا فأقاموا أم تركوا فناموا؟!

يقسم قس بالله قسما لا إثم فيه: إن لله دينا هو أرضى لكم وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه. إنكم لتأتون من الأمر منكرا:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015