وهي قاصرة على ضرب واحد فقط؛ فلهذا لم يعبأ بها المؤلفون.

ثم نجدهم أغفلوا مواضع مهمة تقوم فيها أسواق ربما لا تقل شأنا عن التي أفردوها بالذكر، كالطائف وكأسواق العراق وكالسوق التي يقيمها النبط في المدينة أحيانا. فإنا نعلم أن الطائف مدينة قديمة جاهلية وهي "بلد الدباغ يدبغ بها الأهب الطائفية المعروكة" ولأهلها زراعة وتجارة وغنى، وربما قاربوا قريشا في شأنها التجاري. أما العراق فالظاهر أن للعرب فيها أسواقا1 يرحلون إليها كما يرحلون إلى التي في الشام, وخصوصا الحيرة, فإن شهرتها في تاريخ العرب وأدبهم تنم عن مكانتها التجارية. ولقريش رحلات إلى سوق الحيرة وفيها تعلموا الكتابة ومنها انتشرت في العرب. وصاحبها النعمان يجهز سنويا لطائمه إلى عكاظ وإلى اليمن. حتى إنا لنجد في بعض النصوص ما يدل على أن ضرائب منظمة تستوفى في أسواق العراق مما يباع, قال الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015