فأعظم آثار الأسواق قبل البعثة هو هذا التوحيد الذي جرى بين القبائل العربية من عامة الأقطار. وأريد أن أنبه بصورة خاصة إلى التوحيد اللغوي، الذي كان للشعراء والحكام فيه على مدى سنين متطاولة أبلغ الأثر، في انتقاء الألفاظ والأساليب وشيوعها بوساطة الرواة في القبائل. وإذا شئت أن أختصر ذلك كله بكلمة واحدة قلت: إن نهضة الشعر مدينة للأسواق، بل مدينة لعكاظ خاصة. عرف لها هذا الأمر منذ الجاهلية وحتى اليوم.

فلما كان الإسلام ضعُف الشعر، وانصرف العرب إلى الفتوح، واشتغلوا بالقرآن والسنة وفهم أحكام الشريعة، فضؤل أمر عكاظ وخمل ذكرها، وانقضى عصر الفتوح وليس لعكاظ عُشر شأنها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015