للميلاد- أن أخذت قوتهم تتضعضع شيئا فشيئا".
وحل محل هؤلاء الحميريون الذين جعلوا عرب الحجاز تحت سيطرتهم, فاستخدموهم في نقل تجاراتهم إلى أن تخلص الحجازيون منهم, وصاروا هم نقلة التجارة في الجزيرة قبيل البعثة.
قام اليمنيون في القديم إذًا بنقل المتاجر بين بلاد العرب والبلاد المجاورة, وظل ذلك دأبهم على اختلاف دولهم في الأزمان التي تقدمت القرن السادس الميلادي، فاستأثروا بتجارة الجزيرة مع غيرها من الممالك، يحملون التمر والزبيب والأدم والبخور والحجارة الكريمة والمنسوجات من مواطنها ثم يستبدلون بها بضائع أخرى، مع ما يصنعون هم أنفسهم من الأطياب والعطور التي يتخذونها في بلادهم ويبيعونها في أسواق العالم القديم: آسيا وإفريقيا وأوروبا. فكانوا حينا غير قصير مشرفين على تجارة العالم كله.
وقد نشأت مع الزمن -وسط هذه الطريق التي كثيرا ما سلكوها قبل الميلاد- محطتان تجاريتان عظيمتان هما: مكة والمدينة1, وعظم