ومتى عرفنا ما أسدى أولاد عبد مناف لقريش وللعرب من أيادٍ تبيّنّا مدى الصدق في قولة ابن عباس:
"والله, لقد علمت قريش أن أول من أخذ الإيلاف وأجاز لهم العير لهاشم، والله ما شدت قريش رحلا ولا حبلا بسفر ولا أناخت بعيرا لحضر إلا بهاشم".
ونحن فيما سنعرض عليك من حديث، عيال على القالي الذي انفرد دون غيره من أصحاب الأمهات بتفصيل تلك الأحلاف، ولا بد من تنبيهك إلى أن العرب كثيرا ما تسمي عامل الشام قيصر وهو المراد في حديث القالي، ولعل عامل أنقرة هو المراد أيضا من قيصر أنقرة فيما روى ابن سعد في طبقاته, إذ قال:
"كان اسم هاشم عمرا وكان صاحب إيلاف قريش. وإيلاف قريش: دأب قريش، وكان أول من سنّ الرحلتين لقريش، ترحل إحداهما في الشتاء إلى اليمن وإلى الحبشة إلى النجاشي فيكرمه ويحبونه، ورحلته في الصيف إلى الشام إلى غزة, وربما بلغ "أنقرة" فيدخل على قيصر فيكرمه ويحبوه"1.
ولا ينبغي أن تستغرب ما تقرأ في رواية القالي من اهتمام قيصر