سأل النعمان بن قبيصة الطائي، وكان على مرابطة كسرى, عن سعد بن أبي وقاص فقيل له: "رجل من قريش" فقال: "أما إذ كان قرشيا فليس بشيء، والله لأجاهدنه القتال، إنما قريش عبيد من غلب، والله ما يمنعون خفيرا ولا يخرجون من بلادهم إلا بخفير"1، إلا أنه لما عانى من شدة بأسهم ما عاناه علم أن في جلود أولئك التجار مغاوير حرب ومذاويد حق2.

كان لهؤلاء القرشيين معارف في بلدان الشام واليمن وفارس, وكانت قريش تنظم وفودا تفد على ملوك النواحي, ونحن نعلم أن عمرو بن العاص كان يعرف مصر وغزة والشام تمام المعرفة ويعزى نجاحه في فتح مصر إلى عوامل منها إجادة معرفته بها. ولما كان أمام غزة دخل على حاكمها بصفة موفد وعرفه الحاكم وأمر حاجبه سرا بقتله لولا أن نبهه عربي نصراني كان يعرف عمرا في الجاهلية حين كان يتاجر والقصة مشهورة. وعرف من القرشيين تجار كبار ذوو أسفار بعيدة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015