يمر التجار فيه على أسواق اليمن والعراق وتدمر وسورية, ويبيعون في كل قطر ما لا يكون فيه, ويأخذون منه إلى غيره ما يروج فيه.
والطريق الثاني وهو الأهم غربي يصل اليمن بالشام, مجتازا بلاد اليمن والحجاز, ناقلا أيضا بضائع اليمن والحبشة والهند إلى الشام وبضائع الشام إلى اليمن حيث تصدر إلى الحبشة, وإلى الهند في البحر.
وقد أطمع هذا الموقع الجغرافي لبلاد العرب كثيرا من الفاتحين, فغزاها الإسكندر فارتد عنها في غير طائل، وطمع فيها قديما ملوك الفرس وبابل ونينوى ومصر. والغريب أنها احتفظت بمكانتها هذه حتى العصر الأخير, إذ بسط سلطتهم شرقي الجزيرة وغربيها فملكوا "عدن" ميناء اليمن الطبيعي1 حيث ترسو السفن من الحبشة ومن الهند, وملكوا العقبة2 "أيلة" محط رحال القوافل العربية في القديم وأول الثغور الرومانية التي يحلها تجار العرب، ففازت إنجلترا بمناطق نفوذ على هذين الخطين التجاريين ضمانا لطريق الهند وتجارتها.
كان من المعقول أن يمارس الكثير من العرب التجارة رجالا