اسواق الذهب (صفحة 93)

الأكرمين، وصحبة المحسنين، وكنف السماح الخيرين: شمس متوقدة، وطبيعة متوددة، ولجة غير متمردة، وغيره من البحار ذميم الجوار، لئيم النجار؛ ضباب مخيم وسحاب مديم؛ أعاصير مرسلة، وصواعق منزلة؛ زمن مضطرب الفصول، وطبيعة تختلف وتحول، كما تلون في أثوابها الغول.

تلك اللجة - أيها الناشئ - هي من أوطانك عنوان الكتاب ومصراع الباب، ووجه الخميلة، وظاهر المدينة، وعورة الحصن؛ وإن قوما لهم على البحر ملك، وليسلهم فيه فلك: لقوم دولتهم واهية السلك، وسلطانهم وإن طال المدى إلى هلك! ويأيها الأبيض الأغر سلام، وإن أنزلتنا عن صهوتك الأيام، وأبدلتنا من سلطانك الخافق الأعلام، بممالك من كلام، ودول من أماني وأحلام! ويا عرش الأبوة ثناء، وإن ثلك الأبناء، ثم لم يحسنوا البناء؛ أين دول كانت مطالع أنوارك، ومعاصم سوارك، وما الذي نأى بجواريها عن جوارك، وهوى بسواريها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015