اسواق الذهب (صفحة 12)

سيد الأديم، صفحاته التاريخ الكريم، وبوغاؤه عظم الأبوة وإنه لعظيم، وعلى جوانبه الدولة وهي حسب الأمم الصميم؛ وثم كرائم الأموال والأنفس وهي غوال، وثم ثمرات الرجال وضنائنهم اللاتي خلف الخجال. فيا عجبا كيف يجحد الأوطان الجاحد، أو يزعم أن الأرض كلها وطن واحد؛ قضية تضحك النمل في قراها، والنحل في خلاياها؛ وتستبهم على الطير في أوكارها، وعلى السباع في أحجارها وينبئك عنها السمك إذ اتخذ من البحر وطنا شائعا، فولد مهدورا وعاش ضائعا، صغاره طرائد، وكباره موائد، ويتصيد بعضه بعضا إن أبطأ الصائد.

والوطن شركة بين الأول والآخر، وبين الحاضر والغابر، لا يرث لها عقد، وإن تطاول العهد، مؤسسة بالمهد حينا وباللحد؛ يدخلك فيها الميلاد، ولا يخرجك منها النفاد، فقد تضرم النار وأنت هامد كالرماد، وقد تحيا بك الديار وأنت بواد والحياة بواد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015