النفراوي: خاتمة: مشتملة على ما يندب فعله مع أهل الميت: منها تعزيتهم وحملهم على الصبر وعلى الرضى بمصيبتهم لما فيه من البر وإظهار المحبة لأهل الميت، حتى قال ابن رشد: إن التعزية سنة وقد جاء فيها ثواب كثير، فقد روي " أن الله يلبس الذي عزى مصابا لباس التقوى " وجاء " من عزى مصابا فله أجر مثل أجره " وصفتها أن يقول المعزي للمصاب: أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك وغفر لميتك. وعزى صلى الله عليه وسلم امرأة في أبيها فقال: " إن لله ما أخذ وله ما أبقى، ولكل أجل مسمى وكل إليه راجعون واحتسبي واصبري فإن الصبر عند أول صدمة " وتكون التعزية قبل الدفن وبعده، وعند القبر، وكونها في المنزل وبعد الدفن أحسن. ولا فرق في الميت بين الصغير والكبير، ولا بين الحر والعبد، ولا في المعزى - بفتح الزاي - بين كونه ذكرا أو أنثى، مسلما أو كافرا حيث كان جارا، فيعزي الكافر لحق الجوار، ويقال له: ألهمك الله الصبر، وعوضك خيرا منه. إلا الشابة والذي لا
يميز فلا يعزيان. ويعزى الشخص في كل من يتأثر بفقده أما أو غيرها على المعتمد. وتنتهي التعزية إلى ثلاثة أيام، إلا أن يكون المعزي أو المعزى غائبا.
ومنها أنه يستحب أن يصنع لهم طعام ويبعث إلى محلهم لاشتغالهم بميتهم، فقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأهله حين جاء نعي جعفر بن أبي طالب: " اصنعوا لآل جعفر طعاما وابعثوا به إليهم فقد جاءهم ما يشغلهم " لما فيه من إظهار المحبة والاعتناء. وأما ما يصنعه أقارب الميت من الطعام وجمع الناس عليه، فإن كان لقراءة قرآن ونحوها مما يرجى خيره للميت فلا بأس به، وأما لغير ذلك فيكره، ولا ينبغي لأحد الأكل منه إلا أن يكون الذي صنعه من الورثة بالغا رشيدا فلا حرج في الأكل منه. وأما لو كان الميت أوصى بفعله عند موته فإنه يكون في لثله، ويجب تنفيذه عملا بغرضه. وأما عقر البهائم، وذبحها على القبر، وحمل الخبز ويسمونه بعشاء القبر فإنه من البدع المكرهة ومن فعل الجاهلية لقوله صلى الله عليه وسلم: " لا عقر