خطبة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وآله وصحبه وأمته الغر المحجلين، ومن تبعهم بإحسان يوم الدين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة توصلنا إلى طريق الرشد والرشاد، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله القائل: " من يرد الله به خيرا بفقهه في الدين " رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي عن معاوية.

وقال عليه الصلاة والسلام: " إنما الأعمال بالنيات إنما لكل امرئ ما نوى " الحديث رواه البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب.

فخير العلوم وأعظمها قدرا، وأقربها عند الله منزلة علم الدين والشرائع، لما اشتملت عليه الأحكام الإلهية من الأسرار والبدائع، إذ به يعلم حال العبادة من صحتها وفسادها، وبه يتميز حل الأشياء وحرمتها.

وبعد: فيقول الفقير أسير ذنوبه، الراجي لرحمة مولاه المنيب إليه، المعترف بالعجز والتقصير أبو بكر بن حسن الكشناوي، المهاجر إلى بلد الله الحرام بلغه الله ما هو من الخير ناوي، وجعله مع الأبرار ثاوي: هذا ما كثر في حاجته الراغبون، وسألني عنه السائلون، ولكن الله سبحانه جعل لكل شئ قدرا، وأجلا مسمى الذي إذا جاء لا يؤخر عنه ساعة ولا يستقدم.

هذا وقد أشار إلى جم غفير وجماعة كثيرة من الفضلاء والصلحاء الأصدقاء الأخيار، والعلماء الأفاضل الذين لا أستطيع مخالفتهم عن سؤالهم فيما ينتفع به المسلمون من العلوم من أمر الدين، بعد سؤالهم عن ذلك سؤالا جازما إلزاما بأن أضع شرحا لطيفا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015