السنة المتقدمون، فإن فيها هدىً ونورًا. ولا تميلوا إلى الدنيا، فإنها دار غرور وقد اغتر بها كثير من الناس، وهي مضلة قد ضل فيها كثير من الناس وهم لا يشعرون، وزخارفها زائلة لا تدوم، ولا تطمئنوا فيها فإنها ليست بدار أمان، ولا تأخذوا منها إلا قدر ما يعينكم على طاعة الله؛ لأنها ملعونة إلا ما كان لله وما والاه كما في الحديث.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)) وعليكم يا إخواني بالصبر على
طاعة الله وعن معاصيه. وعليكم بإقامة الصلوات في الجماعة في أول الأوقات، فإن الصلاة في أول وقتها فيها فضل عظيم، وإن يد الله مع الجماعة. وإياكم من البدعة فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة صاحبها في النار. ولا يغرنكم كثرة أهلها وفاعلها. وإياكم عن الجدال في الدين، ولا تشغلوا بكثرة المراء والجدال ولو كان معكم الحق: فإن المراء والجدال يضيعان الأوقات وهما الشؤمان اللذان يورثان الشر والعداوة بين الناس وعليكم بكثرة السكوت والتزام الصمت إلا لحاجة، وكذلك ملازمة مكارم الأخلاق. وعليكم بدوام ذكر الله تعالى صباحًا ومساءً؛ لأنه ينور القلوب. وعليكم بامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه في كل وقت. وعليكم بمداومة الصلاة في ظلمة الليل وكثرة الصيام في ضياء النهار مع ملازمة تلاوة القرآن العظيم، وقراءته فيه ثواب جزيل. وينبغي للإنسان أن يتصدق بما تيسر في كل يوم. وعليكم بالنصيحة لعباد الله بقدر الطاقة والإمكان. وعليكم بحسن الظن لعباد الله وبمحبة العلماء والأدب معهم. عليكم بطاعة الله ورسوله وأولي الأمر منكم، قال الله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [النساء: 59]؛ لان مَنْ أطاع الرسول فقد أطاع الله، وطاعة أولي الأمر طاعة الله وطاعة رسوله، وهي واجبة ما لم يأمروا بمعصية الله، وإذا أمروكم بمعصية الله فإنه لا سمع ولا طاعة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)). وعليكم بالعدل وترك الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، ولا تحتقروا أحدًا