أَحَادِيث الْعقل كلهَا مَوْضُوعَة، وَتقدم بَعْضهَا فِي بَابه، وَقد ألف ميسرَة بن عبد ربه كتابا فِي الْعقل وَكله مَوْضُوع، ثمَّ سَرقه مِنْهُ دَاوُد بن المحبر، وَركبهُ بأسانيد، ثمَّ سَرقه سُلَيْمَان بن عِيسَى الشجري، وَركبهُ بأسانيد أخر، وَذكر ذَلِك الملا عَليّ الْقَارِي.
لم يَصح فِيهَا شَيْء، وَتقدم بَعْضهَا فِي لفظ من صلى.
مِنْهَا:
" إِن فِي الْجنَّة نَهرا "،
و" رَجَب شهر الله "،
و" وَمن صلى بعد الْمغرب أول لَيْلَة من رَجَب "،
و" فضل رَجَب على سَائِر الشُّهُور "، وَتقدم بَيَان رتبها فِي أَبْوَابهَا، وَبَقِي أَحَادِيث مِنْهَا: " لَا تغفلوا عَن لَيْلَة أول جُمُعَة من رَجَب، فَإِنَّهَا لَيْلَة تسميها الْمَلَائِكَة: الرغائب "، وَمِنْهَا:
" من صَامَ يَوْمًا من رَجَب وَصلى رَكْعَتَيْنِ يقْرَأ فِي أول رَكْعَة مائَة مرّة آيَة الْكُرْسِيّ، وَفِي الثَّانِيَة مائَة مرّة {قل هُوَ الله أحد} لم يمت حَتَّى يرى مَقْعَده من الْجنَّة "، قَالَ الْقَارِي: كل ذَلِك لَا يَصح، وَقَالَ ابْن رَجَب: لم يَصح شَيْء فِي رَجَب.
تقدم مِنْهَا: " إِن الله ينزل لَيْلَة النّصْف من شعْبَان ... " إِلَخ، وَبينا رتبته فِي بَابه، وَمَا قالته الْعلمَاء فِيهَا، وَبِالْجُمْلَةِ فَعدَّة مَا ورد فِي لَيْلَة نصف شعْبَان يدل على فَضلهَا كَمَا ذكره أهل الْعلم، وَأما قِرَاءَة سُورَة يس لَيْلَتهَا بعد الْمغرب، وَالدُّعَاء الْمَشْهُور فَمن تَرْتِيب بعض أهل الصّلاح من عِنْد نَفسه قيل: هُوَ الْبونِي، وَلَا بَأْس بِمثل ذَلِك.
ثَبت مِنْهَا أَحَادِيث الصّيام، فَفِي البُخَارِيّ وَمُسلم عَن عَائِشَة - رَضِي الله عَنْهَا - قَالَت: " كَانَ يَوْم عَاشُورَاء تصومه قُرَيْش فِي الْجَاهِلِيَّة، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَصُومهُ فِي الْجَاهِلِيَّة، فَلَمَّا قدم الْمَدِينَة صَامَهُ وَأمر بصيامه، فَلَمَّا فرض رَمَضَان ترك عَاشُورَاء، فَمن شَاءَ صَامَهُ وَمن شَاءَ تَركه:، وَأما حَدِيث التَّوسعَة، وَلَفظه: " من وسع على عِيَاله يَوْم عَاشُورَاء ... " إِلَخ، فَفِيهِ خلاف، وَتقدم فِي بَابه، أما غير ذَلِك مِمَّا اشْتهر فعله فِي يَوْم عَاشُورَاء: كالإكتحال والتزين باللباس وَغَيره وزيارة الْعلمَاء والإخوان وَنَحْو ذَلِك من الْأُمُور الْحَسَنَة فَلم يَصح مِنْهَا شَيْء، بل هِيَ من