فِيهِ؟ قَالَ: لَا، وَأما الْمَغَازِي، فَمن أشهرها كتاب مُحَمَّد بن إِسْحَاق، وَكَانَ يَأْخُذ من أهل الْكتاب، وَكتب مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ، قَالَ الشَّافِعِي تبعا لمَالِك: إِنَّهَا كذب، وَذكر على بن الْمَدِينِيّ أَن الْوَاقِدِيّ روى ثَلَاثِينَ ألف حَدِيثا لَا أصل لَهَا، وَلَيْسَ فِي الْمَغَازِي أصح من كتاب مُوسَى بن عقبَة، وَهُوَ من رجال الصَّحِيح، ثِقَة ثَبت فِي الحَدِيث، وَحَدِيثه فِي البُخَارِيّ وَغَيره.
قد صنفت فِي كتب الحَدِيث وَجَمِيع مَا احتوت عَلَيْهِ مَوْضُوع مِنْهَا: مَوْضُوعَات الْقُضَاعِي، وَمِنْهَا: الْأَرْبَعُونَ الودعانية، قَالَ الصَّاغَانِي: أول هَذِه الوعانيات كَأَن الْمَوْت فِيهَا على غَيرنَا كتب، وَآخِرهَا مَا من بَيت إِلَّا وَملك يقف على بَابه كل يَوْم خمس مَرَّات، قَالَ السُّيُوطِيّ فِي الذيل: إِن الْأَرْبَعين الوعانية لَا يَصح فِيهَا حَدِيث موفوع، وَإِن كَانَ فِيهَا كَلَام حسن، وموعظة، وَقد سَرَقهَا ابْن ودعان من واضعها زِيّ بن رِفَاعَة، وَيُقَال: إِنَّه الَّذِي وضع رسائل إخْوَان الصَّفَا، وَكَانَ من أَجْهَل خلق الله فِي الحَدِيث. وَمِنْهَا كتاب: فضل الْعلمَاء، للشرف الْبَلْخِي، وأوله: " من تعلم مَسْأَلَة من الْفِقْه فَلهُ كَذَا ". وَمِنْهَا: كتاب: " الْعَرُوس " الْمَنْسُوب للْإِمَام أبي الْفضل سيدنَا جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن - رَضِي الله عَنْهُم - قَالَ الديلمي: أسانيده واهية وَأَحَادِيثه مُنكرَة لَا يعْتَمد عَلَيْهَا، وَلَعَلَّ وَاضعه نسبه للْإِمَام الْمَذْكُور جلّ رواجه وقبوله عِنْد النَّاس لما هُوَ مَشْهُور بِهِ من الْعلم والصدق. وَمِنْهَا: كتاب يدعى " بِمُسْنَد أنس الْبَصْرِيّ " مِقْدَار ثَلَاثمِائَة حَدِيث يرويهِ سمْعَان ابْن الْمهْدي، عَن أنس، وأوله: " أمتِي فِي سَائِر الْأُمَم كَالْقَمَرِ فِي النُّجُوم "، وَقَالَ فِي الذيل: سمْعَان بن الْمهْدي لَا يكَاد يعرف نسبت لَهُ نُسْخَة مكذوبة، قطع الله من وَضعهَا، وَفِي " لِسَان الْمِيزَان " هِيَ من رِوَايَة مُحَمَّد بن مقَاتل الرَّازِيّ عَن جَعْفَر بن هَارُون، عَن سمْعَان. وَمِنْهَا: وَصَايَا عَليّ - رَضِي الله عَنهُ - الَّتِي وَضعهَا حَمَّاد بن عمر النصيبي، وأولهما، كَمَا ذكر الصَّاغَانِي: يَا عَليّ، لفُلَان ثَلَاث عَلَامَات، وَمِنْهَا: " إِذا تزودت فَلَا تنس البصل، وَلَا تُسَافِر فِي انمحاق الْقَمَر، وَلَا تجامع فِي نصف الشَّهْر "، وَآخِرهَا: " يَا عَليّ قد أَعطيتك فِي هَذِه الْوَصَايَا علم الْأَوَّلين والآخرين "، وَكلهَا مَوْضُوعَة سوى حَدِيث: " يَا عَليّ، أَنْت مني بِمَنْزِلَة هَارُون من مُوسَى، غير أَنه لَا نَبِي بعدِي ". وَمِنْهَا: وَصَايَا أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ: يَا أَبَا هُرَيْرَة، كَذَا، يَا أَبَا هُرَيْرَة كَذَا.