ماله وأعتق مماليكه ورد كثيرًا من المظالم وبكى حتى غشى عليه (?) , لشعوره بعظم جرمه فيما سلف من عمره، الذي أمضاه ينهش في أعراض هؤلاء الأطهار مغترًا بشبهات الروافض (?) , وقد حاول شيوخ الشيعة الروافض إبطال مفعول هذا الدليل فوضعوا روايات مكذوبة على لسان الأئمة تقول: ذلك فرج غصبناه (?)

, فزادوا الطين بلة، حتى صوروا أمير المؤمنين في صورة «الديوث» الذي لا ينافح عن عرضه، ويقر الفاحشة في أهله، وهل يتصور مثل هذا في حق أمير المؤمنين على بطل الإسلام؟ إن أدنى العرب ليبذل نفسه دون عرضه، ويقتل دون حرمه، فضلا عن بنى هاشم الذين هم سادات العرب وأعلاها نسبًا وأعظمها مروءة وحمية، فكيف يثبتون لأمير المؤمنين وابنته حفيدة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مثل هذه المنقصة الشنيعة، وهو الشجاع الصنديد، ليث بنى غالب، أسد الله في

المشارق والمغارب (?).

ويبدو أن بعضهم لم يعجبه هذا التوجيه، فرام التخلص من هذا الدليل بمنطق أغرب وأعجب، حيث زعم أن أم كلثوم لم تكن بنت على ولكنها جنية تصورت بصورتها (?) , فأتوا بما يستخف به أصحاب العقول ويستطيع كل من أراد أن يدعي على من يكرهه بأنه جني أو جنية، وهكذا يعيش الناس في الخرافات وتضيع الحقيقة.

ومن القرائن أيضا علاقات القربى القائمة بينهم، ووشائج الصلة، وكذلك مظاهر المحبة، حتى إن عليًا والحسن والحسين- كما مر معنا- يسمون بعض أولادهم باسم أبي بكر وعمر، وهل يطيق أحد أن يسمى أولاده بأسماء أشد أعدائه كفرًا وكرهًا له؟ وهل يطيق أن يسمع أسماء أعدائه تتردد في أرجاء بيته يرددها مع أهله في يومه مرات وكرات (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015