الفصل الثاني علي بن أبى طالب رضي الله عنه في عهد الخلفاء الراشدين

المبحث الأول علي بن أبى طالب رضي الله عنه في عهد الصديق

الفصل الثاني

علي بن أبى طالب رضي الله عنه في عهد الخلفاء الراشدين

المبحث الأول

علي بن أبى طالب رضي الله عنه في عهد الصديق

أولاً: مبايعة علي لأبى بكر بالخلافة رضي الله عنهما:

وردت أخبار كثيرة في شأن تأخر علي عن مبايعة الصديق، وكذا تأخر الزبير بن العوام، وجُلّ هذه الأخبار ليست بصحيحة، وقد جاءت روايات صحيحة السند تفيد بأن عليًا والزبير - رضي الله عنهما- بايعا الصديق في أول الأمر، فعن أبى سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: لما توفى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قام خطباء الأنصار .. فذكر بيعة السقيفة (?) , ثم قال: ثم انطلقوا فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليًا، فسأل عنه، فقام أناس من الأنصار، فأتوا به، فقال أبو بكر: ابن عم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين، فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فبايعه، ثم لم ير الزبير بن العوام، فسأل عنه حتى جاءوا به، فقال: ابن عمّة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وحواريه، أردت أن تشق عصا المسلمين، فقال مثل قوله: لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعاه (?). ومما يدل على أهمية حديث أبى سعيد الخدري الصحيح أن الإمام مسلم بن الحجاج صاحب الجامع الصحيح- الذي هو أصح الكتب الحديثية بعد صحيح البخاري - ذهب إلى شيخة الحافظ محمد بن إسحاق بن خزيمة - صاحب صحيح ابن خزيمة- فسأله عن هذا الحديث،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015