للأصول النافعة والأعمال الصالحة، وترغيباً في أصناف الخيرات والإِحسان إِلى المخلوقات، وترهيباً من الأعمال الضارة والأخلاق السيئة.
وكان الغالب على خطبه الاختصار والاقتصار على ما يحصل به المقصود. ويقول: «إِن طول صلاة الرجل وقصَرَ خطبته مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة» .
وكانت مواعظه على نوعين:
نوع يعظ الناس وعظاً مطلقاً ويُرغب في الخير ويرهب من الشر، ويشوّق إِلى ما أعد الله للطائعين من الكرامة، ويحذِّرهم مما أعدّ الله للعاصين من الإهانة؛ ليثير في القلوب الإيمان، والرغبة في الخير والرهبة من الشر.
ونوع من وعظه يُفصِّل ما يحتاج الناس إلى تفصيله، ويوضحه لهم توضيحا.
فالنوع الأول: وعظ وإيقاظ وتذكير.
والنوع الثاني: تبيين وتعليم وتفصيل.
وكان يراعي في وقت حال ما يحتاج الناس إِلى بيانه، لا يتكلف السجع ولا التعمق. بل جُلُّ قصده -صلى الله عليه وسلم- إِبلاغ المعاني النافعة بأوضح العبارات وأقصرها. ولقد أوتي -صلى الله عليه وسلم- جوامع الكلم. وكان يردد اللفظ أو المعنى حسب ما يحتاج المقام إِلى ترديده وهذا أولى ما يعتمده الخطيب، ولا بأس مع ذلك بمراعاة تحسين الألفاظ من غير تكلف (?) .
ولعل أهم ما يمكن أن أستخلصه من النصوص الشرعية من صفات