رابعا: تحصيل قدر كاف من العلوم الحديثة المتصلة بالمكتشفات والمخترعات التي دخلت على الناس في بيوتهم، مع التعمق في بعض العلوم الكونية كعلم الفلك وعلم الفضاء وما يشبههما من علوم، لأن جهل الخطيب لمثل هذه العلوم يجعله بمعزل عن اهتمامات الناس، إِلى غير ذلك من العلوم التي يرى بعض المختصين إِضافتها إلى حصيلة خطيب المسجد.
فإِذا توافرت هذه الاعتبارات كلها في المنهج المعد لخطباء المساجد وأئمتها فلا بد كذلك من أن تتوافر لهم الرعاية الاجتماعية من الدولة (?) إِلى الحد الذي يكفل لهم حياة كريمة وظروفاً تمكنهم من أن يظهروا بالمظهر الذي يلائم واعظ الناس وموجههم وإِمامهم، والذي يمكنهم كذلك من متابعة أحدث ما تنشره المكتبات ودور النشر من بحوث ودراسات تربطهم دائماً بالعالم الذي يعيشون فيه، دون أن يحدث لهم شيء من الإرهاق المادي، وما لم تتم لخطيب المسجد هذه الضمانات الاجتماعية فإِن إعداده يظل ناقصا وعمله يظل قاصرا وقدرته على ممارسة عمله تظل ضعيفة (?) .