المبحث الرابع: التكامل في منهج الدعوة والدولة: نظرًا لأن منهج الدعوة يُمثل الإسلام، الدين الحق، لذا فهو يتسم بالشمول والتكامل في الأصول والغايات، فهو يمثل حقيقة الإسلام والسنة، ويقوم على تحقيق الدين كله بالتوحيد وإقامة الفرائض، والأحكام والقضاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكافة أمور الدين، فإن الإمام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه استخدموا كافة الوسائل المشروعة لتحقيق هذه الغايات الكبرى، ابتداء من تعليم الدين والفقه فيه، عقيدة وأحكامًا وسلوكًا، ثم الدعوة إلى ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، من خلال التعليم والتدريس والخطابة، والمكاتبة والمراسلة، وبعث المعلمين والمبلِّغين، والمؤلفات، وإرسال الوفود، واستقبالها، للبلاغ والبيان، وشرح أصول الدعوة وأهدافها، والإجابة عن التساؤلات والشبهات والإشكالات، من المؤيدين والمعارضين والمحايدين وغيرهم. مما استوجب ظهور نهضة علمية وأدبية قوية، نثرًا وشعرًا وتأليفًا وخطابة، ومحاورات علمية ثرية.
وتعدى الأمر إلى قيام مجتمع مسلم متمسك بالدين ومظهر للسنة وعامل بالشرع، وقيام دولة إسلامية، ذات كيان ديني وسياسي واقتصادي وعسكري قوي لحماية الدعوة والدولة، والدفاع عن حقوقها وحقوق أهلها المشروعة.
ثم إلى ما هو أشمل من ذلك وهو قيام هذه الحركة الإصلاحية الدعوية الكبرى بإبلاغ الدين ونشره في العالم كله، كما أمر الله، وتثبيته؛ ليكون الدين كله لله.