وكذلك: مشهد العباس، ومشهد علي، ومشهد أبي حنيفة، ومعروف الكرخي، والشيخ عبد القادر؛ فإنهم قد افتتنوا بهذه المشاهد، رافضتهم، وسنيتهم؛ لم يعرفوا ما وجب عليهم، من حق الله الفرد، الصمد، الواحد» .

ثم قال: «وهذه الحوادث والكفريات والبدع، قد أنكرها أهل العلم والإيمان، واشتد نكيرهم، حتى حكموا على فاعلها بخلع ربقة الإسلام والإيمان؛ ولكن لما كانت الغلبة للجهال، انتقضت عرى الدين، وساعدهم على ذلك من قل حظه ونصيبه من الرؤساء، والحكام، والمنتسبين من الجهّال، فاتبعتهم العامة والجمهور ولم يشعروا بما هم عليه من المخالفة، والمباينة لدين الله، الذي اصطفاه لخاصته وأوليائه» (?) .

إلى أن قال عن الإمام محمد بن عبد الوهاب: «وتصدى - رحمه الله -: للرد على من نكب عن هذا السبيل، واتبع سبيل التحريف والتعطيل على اختلاف نحلهم وبدعهم وتشعب مقالتهم وطرقهم، متبعًا - رحمه الله - ما مضى عليه السلف الصالح، من أهل العلم والإيمان، وما درج عليه القرون المفضلة بنص الحديث، ولم يلتفت - رحمه الله - إلى ما عدا ذلك، من قياس فلسفي، أو تعطيل جهمي، أو إلحاد حلولي، أو اتحادي، أو تأويل معتزلي، أو أشعري، فوضح معتقد السلف الصالح، بعدما سفت عليه السوافي، وذرت عليه الذواري، وندر من يعرفه من أهل القرى والبوادي، إلا ما كان مع العامة من أصل الفطرة، فإنه قد يبقى ولو في زمن الغربة والفترة، وتصدى أيضًا: للدعوة إلى ما يقتضيه هذا التوحيد ويستلزمه، وهو: وجوب عبادة الله وحده لا شريك له، وخلع ما سواه من الأنداد والآلهة والبراءة من عبادة كل ما عبد من دون الله» (?) .

وكذلك: قام بالنكير على أجلاف البوادي وأمراء القرى والنواحي، فيما يتجاسرون عليه، ويعفونه من قطع السبيل، وسفك الدماء، ونهب الأموال المعصومة، حتى ظهر العدل واستقر، وفشا الدين واستمر، والتزمه كل من كانت عليه الولاية، من البلاد النجدية، وغيرها، والحمد لله على ذلك؛ والتذكير بهذا يدخل فيما امتن الله به على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015