في هذه المسألة، وأنه أجاب عليه مفتو الأربعة المذاهب بما يتضمن التشنيع على من دل على هدم القباب والمشاهد (?) "، وربما أوحى قول الأمير من قبل وكذلك النعمي إلى أنهما قد تأثرا بهذه الدعوة، وأنها وافقت ما عندهما كما قال الأمير في شعره.

وإذا كان هذا حال هذين العالمين، ومدى تأثرهما بالدعوة السلفية في القرن الثاني عشر الهجري، فإن من أكثر علماء اليمن تأثرا بمنهج الدعوة السلفية في مجال تطهير الاعتقاد فيما بعد إبراهيم بن محمد الأمير (1141 - 1213 هـ) ، ومحمد بن علي الشوكاني (1173 - 1250 هـ) ، إذ عرف إبراهيم الأمير بمواقفه تجاه القبوريين (?) وكان الشوكاني ينكر على المعتقدين في غير الله أفعالهم، ويرى أنهم قد خالفوا بذلك مقتضى إفراد العبادة لله وحده (?) .

أما الأثر الفعلي لهذه الدعوة السلفية في اليمن فقد ظهر منذ العقد الثاني من القرن الثالث عشر الهجري، عندما بدأ العلماء يدركون حقيقة هذه الدعوة، وما تدعو إليه من إخلاص التوحيد لله تعالى، بالإضافة إلى ارتياد نفر من علمائها ودعاتها لكثير من بلدان اليمن خلال تلك الفترة، كما أن وفرة الرسائل التي كان يتبادلها العلماء في اليمن وأمثالها في نجد ورجال ألمع (?) قد ساعد على إيجاد أثر فعلي لهذه الدعوة، إذ بدأ الناس في اليمن يلمسون إلحاح علمائها وأمرائها في نشر هذه المبادئ وحقيقتها بتلك الأنحاء.

ولعل من أهم آثار الدعوة السلفية في ميدان تطهير الاعتقاد وذم البدع باليمن اقتناع الأئمة بتلك الأنحاء وعلمائهم بهدم القباب وإزالتها، فقد دلت المصادر على أن الإمام المنصور هدم قبة عابدين المشهورة بصنعاء عام 1220 هـ \ 1807 م (?) وأنه قبل عام 1224 هـ " وقع الهدم للقباب والقبور المشيدة في صنعاء، وفي كثير من الأمكنة المجاورة لها، وفي جهة ذمار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015