ويقول الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن: «ونؤمن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه أول شافع، وأول مشفع، ولا ينكرها إلا مبتدع ضال، وأنها لا تقع إلا بعد الإذن والرضا، كما قال تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28] [سورة الأنبياء، آية: 28] ، وقال تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} [النجم: 26] [سورة النجم، آية: 26] ، وهو سبحانه، لا يرضى إلا التوحيد، ولا يأذن إلا لأهله، قال أبو هريرة - رضي الله عنه - للنبي صلى الله عليه وسلم «من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: «من قال لا إله إلا الله، خالصًا من قلبه» (?) فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص، بإذن الله، ولا تكون لمن أشرك بالله، قال تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: 48] [سورة المدثر، آية: 48] » (?) .
عقيدتهم في اليوم الآخر والجنة والنار والرؤية ويؤمنون باليوم الآخر وأحواله ومشاهده كما ثبت في النصوص.
قال الإمام: «وأعتقد الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت، فأومن بفتنة القبر ونعيمه، وبإعادة الأرواح إلى الأجساد، فيقوم الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلًا تدنو منهم الشمس، وتنصب الموازين وتوزن بها أعمال العباد، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون، وتنشر الدواوين فآخذ كتابه بيمينه، وآخذ كتابه بشماله» (?) .
وقال الإمام: «وأومن بأن الجنة والنار مخلوقتان، وأنهما اليوم موجودتان، وأنهما لا يفنيان» (?) .