الألد) ردًا على خصوم الدعوة السلفية: «وقد رموهم بعظائم يعلم الله تعالى أنها لم تصدر منهم، ونسبتهم إلى تنقص الرسول وعدم الصلاة عليه، وما ذاك إلا أنهم لم يغلوا امتثالًا لقوله: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله» (?) وإلا فهم بحمد الله أعظم الناس محبة للرسول ومتابعة له، ورعاية لحقه، وهو أجل في عيونهم من أن يخالفوا سنته، أو يخالفوا أقواله، بمجرد العوائد الباطلة، أو الأقيسة الفاسدة، بخلاف كثير من هؤلاء الذين جمعوا بين الإفراط والتفريط، فأفرطوا بالغلو فيه وإطرائه، حتى رفعوه من منزلة العبودية إلى منزلة الإلهية والربوبية، وفرطوا في اتباعه، فنبذوا سنّته وراء ظهورهم، ولم يعبئوا بأقواله، وخالفوا نصوصه الصريحة الصحيحة بغير مسوغ، ولم يكتفوا بذلك حتى جعلوا يعيبون على من جدّ واجتهد في اتباعه، لما ألفوه من العوائد الباطلة، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما حقه هو تعزيره وتوقيره واتباع ما جاء به، واقتفاء أثره، وتصديقه، وتقديم محبته على الأهل والمال، وأما العبادة فهي له وحده، لا يشركه فيها ملك مقرب، ولا نبي مرسل» (?) .
ويقول مسعود الندوي في كتابه (محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه) : «إن الزمان لغريب، وإن نوادره لعجيبة، فالرجل الذي يقوم ويقعد وينام تحت ظل ظليل من سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم وكأنها هي غطاءه، وفراشه يُتهم بإنكار الحديث» (?) .
ويقول صاحب كتاب (النفخة على النفحة) ردًّا على هذه الفرية: «وأما المصطفى صلى الله عليه وسلم فلا تظن أن أحدًا من المسلمين على كرة الأرض يهم بتنقيصه، أو يبغضه، وفي مذهب الحنابلة أن شاتم الرسول يقتل تاب أو لم يتب» (?) .
ويقول الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي في كتاب (نقض كلام المفترين) عن الإمام وأتباعه في تعظيمهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الحق والهدى: «والشيخ محمد - رحمه الله - ألّف (مختصر السيرة) ، وقد طبع عدة مرات، وانتشر في سائر الأقطار، فلو لم يكن محبًا