رد مزاعم الخصوم في أن الإمام وأتباعه ينتقصون حق النبي صلى الله عليه وسلم: من أعظم التلبيس الذي سلكه خصوم الإمام (خصوم السنة) وهم أهل البدع والأهواء والافتراق رميهم الإمام وعموم أهل السنة بأنهم لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم ينتقصونه وذلك لأن أهل السنة لا يرفعون النبي صلى الله عليه وسلم إلى مقام الربوبية والألوهية، ولا يطرونه كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، وأهل البدع يطرونه ويزعمون أن من لم يفعل ذلك فإنه لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم وأنه ينتقصه، وهذا من التلبيس والبهتان، ومن إغواء الشيطان حيث دخل عليهم من باب التنطع والإطراء.
ولخطورة هذه الافتراءات ورواجها بين الذين يجهلون الحقيقة وينساقون وراء تضليلات الخصوم والمغرضين والحاسدين، دون تثبت ولا روية ولا تبصر، أسوق مزيدًا من الأقوال والنقول التي تكشف زيف هؤلاء الخصوم ويتبين الحق لمن يريده:
فإن خصوم الإمام وهم خصوم السنة وأهلها من أهل الأهواء والافتراق والبدع ومن شايعهم سلكوا مسلك الكذب والافتراء في كثير من الأحيان، وأحيانًا أخرى مسلك التلبيس والتمويه، فمن ذلك:
قول أحدهم: «أنه (يعني الإمام محمد بن عبد الوهاب) أحرق دلائل الخيرات لأجل قول سيدنا ومولانا» (?) وأنه قال: «الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها هي بدعة وضلالة تهوي بصاحبها إلى النار» (?) وأن «تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم شرك» (?) وزعموا أنه قال: «لو أقدر على حجرة الرسول صلى الله عليه وسلم هدمتها» (?) وأنه «يحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم» (?) .
وهذا كله كذب صريح وقد تبرأ منه الإمام نفسه وقال بعد أن ساق هذه المفتريات وغيرها: «سبحانك هذا بهتان عظيم» (?) وفي مقام آخر قال في هذه المزاعم ونحوها «فكل هذا كذب وبهتان مما افتراه عليَّ الشياطين الذين يريدون أن يأكلوا أموال الناس بالباطل ... » (?) .