(و) هم (المطوعة) 1 بتشديد الواو وكسرها وتخفيف الطاء. هكذا رأيته في نسخ كثيرة من الكتاب، ورأيت في [146/أ] نسخ أخر مشدد الطاء والواو جميعا2، وهم الذين يتبرعون من أنفسهم ويخرجون إلى الجهاد مع الجند من غير أن يأمرهم السلطان بذلك. فأما من خفف الطاء فإنه يجعل3 وزنه مفعلا، ويأخذه من قولهم: طاع له يطوع طوعا فهو طائع، إذا انقاد وتابع من غير إكراه، ومنه يقال: جاء فلان طائعا غير مكره. ومنه قوله تعالى: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيه} 4 فكأن المطوعة هم الذين ينقادون إلى الجهاد من غير إكراه السلطان إياهم. وأما من شدد الطاء فإنه يجعل وزنه متفعلة، وكان الأصل متطوعة، فأدغمت التاء في الطاء لتقارب مخرجيهما فصار مطوعة بتشديد الطاء والواو. ومنه قوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ} 5 وأصله المتطوعين.