اسفار الفصيح (صفحة 633)

عز وجل: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} 1 أي جماعة، ولم يرد قرنا. قال: وإنما سمي القرن من الناس أمة2،لأنهم جماعة، فكل جماعة كانوا فمضوا فهم أمة، لأنهم قدوة لمن بعدهم من القرون وسلف يتبعونهم، كما يؤتم بالرجل الصالح، فيسمى أمة وحده، كما قال الله عز وجل: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ} 3 لأنه خالف قومه بالإسلام والحنيفية وائتم به الأنبياء بعده4.

(والأمة) أيضا: (الحين) . قال الله تعالى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} 5 أي بعد حين. هكذا قال أهل اللغة والمفسرون6، وأنكره ابن درستويه أيضا، وقال: إنما يقال للحين: أمة على [107/أ] حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه، كماقال الله عز وجل: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} أي بعد حين أمة7.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015