اسفار الفصيح (صفحة 416)

حَتَّى يَطْهُرْن} 1. والفاعل قارب، والمرأة مقروبة. وأما غيره من أهل اللغة فإنهم رووها بفتح الكاف2، وكذا رأيتها في نسخ كثيرة من الكتاب مشكولة بعلامة الفتح [52/ب] ، فيكون الخطاب لمذكر، ويكون معناه: ما دنوت منك. ومنه قوله تعالى: {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} 3، وقال: {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيم} 4 أي لا تدنوا ولا تأخذوا.

(وقربت الماء) بفتح الراء، (أقربه) بضمها، (قربا) بفتح القاف والراء، على وزن طلبت أطلب طلبا، فأنا قارب: أي سرت الليل لأصبح عليه. وفي رواية مبرمان عن ثعلب – رحمه الله –: (والقرب: الليلة التي ترد في يومها الماء) . هكذا رأيته في أصل أبي سعيد السيرافي الذي رواه عن مبرمان، ورأيت أيضا في نسخة مروية عن ابن خالويه: (والقرب: الليلة التي ترد الإبل في صبيحتها الماء) . قال أبو سهل: والصحيح أن القرب بفتح القاف والراء: هو سير الليل خاصة لورد الغد، ولا يكون نهارا، ولذلك قالوا: "ليلة القرب"5

طور بواسطة نورين ميديا © 2015