اسس علم اللغه (صفحة 59)

13- توزيع اللغات وعلم اللغة الجغرافي:

من أهم الدراسات التطبيقية العلمية لعلم اللغة معرفة اللغات الإنسانية -ولو الرئيسي منها- وتوزيعها على أجزاء الكرة الأرضية، والعلم بعدد المتكلمين بكل منها، ونوع من يتكلمون بها، وفي أي نمط من الحياة يمكن أن تستعمل، وكيف -إذا تيسر ذلك- يمكن أن تتراجع لغة أمام لغة أخرى، وبخاصة ما كان منها مشهورا، وراء هذه المعلومات ذات الطابع العام -التي تجمع بين الدراسة الجغرافية واللغوية- يمكن السؤال الخاص بالتعرف اللغوي language identification وهذا يتطلب معرفة أولية بأشكال اللغات في صورتها المكتوبة، وكذلك بمعالمها الصوتية الأساسية في صورتها المتكلمة، حتى يمكن تمييز كل منها عن الأخرى بواسطة التعرف المسبق.

وإن معلومات تفصيلية -إلى حد ما- من هذا النوع تمثل جزءا من أسلحة المتخصصين اللغويين وخبراتهم. وعلاوة على ذلك فإن الحقائق المؤكدة الخاصة بتوزيع اللغات في العالم والأهمية النسبية للغات الرئيسية منها، يجب، بل ويمكن أن يجعل معروفا لكل الأفراد المثقفين أو المتعلمين حتى من لم يتخصص منهم في الدراسات اللغوية، وهذا القدر من المعلومات، الذي يعد ذا أهمية عملية كبيرة لغير المتخصصين، أكثر من أهميته للغويين الوصفيين أو التاريخيين، يمكن أن ترد أبحاثه -ولو من الناحية الظاهرة على الأقل- إلى كلا النظامين الرئيسيين في الدراسة اللغوية "النظام الوصفي والنظام التاريخي" علم اللغة الوصفي يهتم أساسا بالحقائق التركيبية المشتركة في مجموع اللغة أو اللغات. وفي إيضاحه للأسس اللغوية العامة ينزل في بعض الأحيان -وبقصد التمثيل- إلى اللغة المفردة.

وحينما يصف لغة ما بشيء من التفصيل، يعزل هذه اللغة عادة ليتمكن من التركيز على بعض الحقائق الخاصة بها، ووضعها جنبا إلى جنب مع الأسس العامة للغة، أما الدراسة اللغوية التاريخية فتركز -من الناحية الأخرى- على تطور اللغة أو اللغات عبر السنين والصور العادية للمقارنة التي تلجأ إليها، تأخذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015