يستطيع على أسوأ الفروض أن يحصل على وظيفة مدرس في أي مدرسة ثانوية محلية.
وإن معهد علم اللغة الجغرافي يجب أن يكون معدا ماليا، ليس فقط لتدريب اختصاصييه على لغات ومناطق يقل الطلب عليها، ولكن أيضا ليجد لهم عملا مجزيا حين ينتهون من دراستهم، أو حتى الاحتفاظ بمرتباتهم على قدم المساواة مع مرتبات الباحثين، إذا لم يكن هناك عمل فوري يمكن إلحاقهم به.
وحتى الآن فإن القوات المسلحة, ومكتب الخدمات الخارجية فقط هما اللذان حققا بعض القرب للمعهد اللغوي الجغرافي الذي نتصوره في مخيلتنا.
ولكن برنامج القوات المسلحة يقوم على التخصص في لغة واحدة، ولا يعطي ضمانات بالتوظيف في أعمال فيما عدا ما يتعلق باحتياجات القوات المسلحة، وهي احتياجات بطبيعتها متغيرة ومتقلبة ولا يمكن الاعتماد عليها.
ونتيجة لهذا ظهرت برامج خاطفة متتابعة، تعد قليلة القيمة بالنسبة للمنظمات ذات الأعمال الحرة، وكبيرة القيمة بالنسبة للحكومة، وبذلت جهود سريعة لمواجهة الاحتياجات التي تثور من وقت لآخر، دون اتباع خطة بعيدة المدى أو رسم مخطط لعدة سنوات مقدما كما يجب أن يكون.
والآن تبدو الحاجة ملحة إلى أعداد كبيرة من علماء اللغة الجغرافيين، يعمل بعضهم كخبراء عالميين فيما يخص الصورة العامة للغات العالم، ويعمل بعض آخر كاختصاصيين في الإحصاءات والأرقام الخاصة باللغة، وبعض ثالث للتخصص في بعض المناطق واللغات, ومثل هذه التخصصات لا يمكن أن ترتجل ارتجالا، وإنما هي تتطلب إعدادا طويلا مجهدا، وتدريبا شاقا، بل إنها تحتاج إلى تأييد وعون للمتخصصين بعد إنهائهم تدريبهم من أي شخص يمكن أن يستفيد من مجهوداتهم.