اسس علم اللغه (صفحة 247)

وكثيرا ما يكتنف الغموض كتابات اللغويين في هذا الميدان, وهذا يرجع جزئيا إلى الكثرة الكثيرة من المصطلحات العلمية، وجزئيا إلى الطبيعة الثقيلة التي يتميز بها الفكر العلمي الأكاديمي, وإن الشعار "لا تعرف في كلمات ثلاث بسيطة، وفي عبارة قصيرة، ما يمكن أن تعرفه في عشر كلمات طويلة غير عادية " يبدو هو المتحكم في بعض المؤلفين. وفي هذا الخصوص فإن عالم اللغة الوصفي لا يعد وحده مذنبا في المجال التطبيقي، بل يشاركه علماء آخرون في حقول كثيرة، مثل علم النفس، والفلسفة، وعلم الاجتماع، والتربية، والإدارة. وما دام هذا الطابع أمرا فرديا فإنه من الصعب مواجهته أو معالجته بدواء عام شامل.

وهناك اتجاه ظهر لبعض الوقت في علم اللغة الوصفي، وهو الميل نحو الإبهام والغموض, وإن النزول بعلم اللغة الوصفي إلى مستوى القضايا والنظريات الرياضية الذي بدأه Hjelmslev فيما سمي بالتحليل شبه الرياضي للغة glossematics1 لا يحقق أي منفعة لا لعلم اللغة ولا للرياضة. إن موضوع علم اللغة هو اللغة، وإذا عجز علم اللغة عن أن يجعل نفسه واضحا ومفيدا في أبحاثه وموضوعاته التي يتناولها من غير الاستعانة بعلم لا توجد بينهما علاقة واضحة فقد فشل في أداء مهمته, ومثل هذا يقال عن المبالغة في استعمال أبحاث الفلسفة أو علم النفس أو ما وراء علم اللغة، المبنية على مجرد مزاعم غير ثابتة. إن علم اللغة يجب أن يكون واقعيا، لا باحثا فيما وراء الطبيعة.

وهناك اتجاه لغوي آخر نحو معالجة الجزئيات الدقيقة، ووصف نقاط ذات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015