تعد الاختلافات اللهجية شيئا طبيعيا بالنسبة لكل الجماعات اللغوية، ربما فيما عدا الجماعات المتناهية في الصغر. وحتى في هذه الحالة من الممكن التعرف على بعض الخلافات الأسلوبية1 Idiolectic بين المتكلمين. وهذا راجع إلى الميل الطبيعي للغة نحو البعد عن المركز، إلا إذا اتخذت خطوات إيجابية مضادة. واللغة لو تركت وشأنها سوف تنقسم سواء عبر الزمان أو المكان. والتغير الذي يحدث عبر الزمان يرتبط أساسا بمباحث علم اللغة التاريخي. أما ذلك الذي يحدث عبر المكان فيهتم به علماء اللغة بأنواعهم الثلاثة. وإن عالم اللغة الوصفي يجب أن يخضع لتحليله الخلافات اللهجية، لتكون صورته التي يقدمها عن اللغة صورة كاملة. أما عالم اللغة التاريخي فيجب أن يأخذ في اعتباره الخلافات اللهجية كما تتضح في الماضي، وكما تؤثر في تطور اللغة موضوع دراسته. أما عالم اللغة الجغرافي فيجب أن ينظر إلى هذه الخلافات في ضوء لغة اليوم، ومدى تأثيرها على صورة الكرة الأرضية. وإذا ما تطورت الخلافات المحلية في الكلام حتى وصلت إلى نقطة أصبح معها التفاهم المشترك