الشكاوي إلى التقصير في الإعداد، أو إلى نقص الاستعداد". ويقول في أحد ملاحق الكتاب الذي يحمل عنوان "اقتراحات قليلة", يقول: "وهناك اتجاه ظهر لبعض الوقت في علم اللغة الوصفي وهو الميل نحو الإبهام والغموض. وإن النزول بعلم اللغة الوصفي إلى مستوى القضايا والنظريات الرياضية, فيما سمي بالتحليل شبه الرياضي للغة لا يحقق أي منفعة لا لعلم اللغة ولا للرياضة، إن موضوع علم اللغة هو اللغة، وإذا عجز علم اللغة عن أن يجعل نفسه واضحًا ومفيدًا في أبحاثه وموضوعاته التي يتناولها من غير الاستعانة بعلم لا توجد بينهما علاقة واضحة، فقد فشل في أداء مهمته".
وعلى الرغم من أن المؤلف إيطالي الأصل والمولد فقد كانت لغته الإنجليزية التي كتب بها مؤلفاته واضحة معبرة دقيقة كما لاحظ ذلك جورج برناردشو حينما أرسل له الناشر الأمريكي بعض فصول من أحد كتبه.
وقد كان رأي برناردشو: "بعد أن ألقيت نظرة على هذه الفصول أستطيع أن أحكم بأن الكتاب ممتع سهل القراءة، ومع أن المؤلف إيطالي فإن لغته وتعبيراته أدق وأعمق بكثير مما يستطيع أن يفعله معظم الكتاب الإنجليز أنفسهم".
وليست هذه هي مؤهلات ماريوباي فحسب، فقارئ كتبه يصاحبه دائما إحساس بالدهشة والعجب من كثرة اللغات التي يجيدها ويعرفها، مما فتح أمامه طريق الدراسات المقارنة، ومكنه من ضرب الأمثلة من شتى اللغات. ولهذا لم يخف برناردشو إعجابه وتقديره لذاكرة المؤلف الفذة وذلك في قوله: "إن ذاكرة ماريوباي الاستثنائية وغزارة معلوماته تذكرني بإسحاق نيوتن". وقد مكنت هذه الموهبة المؤلف من أن يطرق باب "علم اللغة الجغرافي" بشجاعة وثقة، وأن يؤلف عدة كتب تتناول لغات العالم بالدرس والعرض والفحص والمقارنة، ومن أشهر هذه الكتب: