حينما تنقصنا الشواهد الكاملة يوجد هناك منهج آخر، يمكن اتباعه، وهو منهج كان رائجًا في أواخر القرن الثامن عشر، وأوائل القرن التاسع عشر على أيدي علماء اللغة التاريخيين العظماء "مثل Jones، ورضي الله عنهopp، وRask والإخوة Grimm".
ويتضمن المنهج المقارن أساسًا وضع الصيغ المبكرة المؤكدة، المأخوذة من لغات يشك وجود صلة بينها جنبًا إلى جنب ليمكن إصدار حكم فيها بعد الفحص والمقارنة، ومن هذه المقارنة يمكن استنتاج شيئين:
أولا: درجة الصلة بين عدة لغات وضعت تحت الفحص، إذا كان هناك أي صلة.
وثانيًا: الشكل الذي يبدو أقرب صلة إلى اللغة الأم التي وجدت في الماضي والتي تعد الأصل المشترك لهذه اللغات، ومنها انشعبت جميعها.
ولعل الباحث يكون آمنًا حين يقرر انتماء لغات متعددة إلى أصل مشترك إذا وجد بينها تماثلا كافيًا في تركيباتها النحوية ومفرداتها الأساسية، وإذا لاحظ ازدياد قربها بعضها من بعض كلما اتجهنا إلى الوراء.
وإن الصورة لتبدو شيئًا كهذا: