والمبرر لذكر هذه الأنواع تحت المبحث التاريخي ذو شقين: أحدهما أنها أكثر استخدامًا على أيدي اللغويين التاريخيين منها على أيدي اللغويين الوصفيين، وثانيهما أن بعض الوصفيين يرفضون من الناحية العملية أن يتعرفوا بوجود هذه الأنواع منفصلة، ويعرفون اللغة بأنها أي مستوى كلامي حتي، رفيعًا كان أو وضيعا.
والمصطلحات الآتية تستعمل على وجه الخصوص في الميدان التاريخي:
أما المصطلح الأول فهو "وحدة الأصل" monogenesis، وهو يشير إلى النظرية التي تزعم أن اللغات كلها ترجع إلى أصل واحد مشترك.
والمصطلح الثاني هو "الطبقة السفلى" substratum، ويطلق على الصيغة الكلامية المبكرة التي كانت تستعمل بواسطة السكان الأصليين في منطقة ما، فحين تتعرض هذه المنطقة للغزو الخارجي تختلط لغتها بلغة الغزاة، ونتيجة لذلك تأخذ الأخيرة شكلا جديدًا كما يحدث حينما يتكلم الإنسان ببعض كلمات من الأيبيرية أو الغالية -اللتين تعدان طبقة سفلى- حين حديثه باللغة اللاتينية التي جلبها الرومانيون إلى إسبانيا وفرنسا.
أما مصطلح "الطبقة العليا" superstratum فهو مصطلح وثيق، الصلة بالسابق ويطلق على لغة الغزاة الوافدين التي تدع اللغة الأصلية على قيد الحياة ولكن بعد التأثير عليها وإعطائها شكلا جديدًا، كما حدث للفرنكيين واللومبارديين حينما تخلوا عن لغاتهم الألمانية، واختاروا لاتينية الإمبراطورية الرومانية، ولكن بعد ترك آثار عليها من كلمات، وربما خصائص فونولوجية، أو حتى أصواتية مما أدى فيما بعد إلى ظهور اللغتين الفرنسية والإيطالية.
وهناك مصطلح يستعمل ليشمل النوعين السابقين وهو "الطبقة