حينما ينتهي الباحث اللغوي من التحليل الفونيمي والمورفيمي للغة موضوع البحث ومن استخلاص الملامح النحوية الخاصة بها يجد بها تحت يديه نحوًا وصفيا لهذه اللغة، وهنا يجب التنبيه إلى أن النحو الوصفي لا يراد به هنا هذا النوع من النحو المدرسي الذي يعد للاستعمال العادي، وإن كان نحوًا يمكن اتخاذه أساسًا لبناء نحو مدرسي تطبيقي بأسلوب علمي.
إن النحو الوصفي سوف يقدم قائمة دقيقة بالفونيمات الموجودة في اللغة مع ذكر ألوفوناتها, وبيان الظروف والملابسات التي بتأثيرها تظهر هذه الألوفونات، وهو سوف يقدم كذلك وصفًا للفونيمات فوق التركيبية الموجودة في اللغة "التنغيم, النبر, المفصل) . وعلى أساس من هذه البيانات العلمية الدقيقة يصبح من الممكن أن توضح في شكل دروس سلسلة من التمرينات النطقية، تلك اللغة، مع التركيز على هذه الملامح الخاصة التي قد تسبب بعض المتاعب لأولئك المتعلمين الذين يدرسون اللغة من خلال تصورهم للغة أخرى، ومن الممكن في هذه الحالة وضع الملامح الفونيمية لكلتا اللغتين في خطين متوازيين حتى تسهل المقارنة ويمكن بناء على هذا مس الظواهر المشتركة بينهما مسًا خفيفًا، والتركيز على تلك النقاط محل الخلاف، فإذا أراد إسباني تعلم اللغة الإنجليزية فإنه لا بد -على سبيل المثال- من تدريبه على أن يميز فونيميًا بين صوتي العلة في leave وlive حتى يتمكن من التغلب على تلك الصعوبة الناتجة عن ميله الطبيعي لخلط الصوتين واعتبارهما فونيمًا واحدًا، ومن الجانب الآخر فإن الإنجليزي إذا أراد دراسة الصينية فإنه ينبغي حين تدربه التركيز على الفرق الفونيمي في اللغة الصينية بين p الموجودة في pit وتلك الموجودة في spit وهو ما يعد في نظره فونيمًا واحدًا، والمتعلم للغة الإيطالية يمكن أن يزود بتدريبات واسعة للتفريق الفونيمي بين الساكن المفرد والساكن المضعف