المتبرجات، تريحها بالنظر إلى كلام الملك جل جلاله، تريح عينك من عناء الذنوب، وتريح أذنك من ضجيج الكلام وصخب الهموم والغموم .. تريح أذنك من سماع الغيبة والنميمة والكذب، تريح أذنك من سماع الأغاني، وتريح رجليك من كثرة الانتقال هنا وهناك بغير فائدة، تريح رجلك بالاستقرار في بيتك أو مسجدك، تريح رجليك من كثرة السعي لتحصيل ما لا فائدة من ورائه.
وتريح عقلك من هموم الدنيا ونكدها .. تنشغل بالطاعات والأذكار والاستغفار فلا يبقى عندك مكان لهذه الهموم التي تنخر في جسمك وتؤذيك، وتريح معدتك بعدم دس الطعام فيها على الدوام، بل تبقى في نهار رمضان خالية مستريحة، تريحها من ثقل الطعام، وتريح أمعاءك كذلك، تريح قلبك من التعلق بالبشر والتعلق بالأسباب والانشغال بغير الله، اجمع همك وأرح جوارحك تستمتع بحب الله.
أريدك أن تطرح الهموم عن صدرك .. لا تشغل ذهنك بها، فهذا رجل طلب منه أولاده ملابس المدرسة، وكتب المدرسة، وكراريس المدرسة، فلم يدر من أين يأتي بالمال لكي يشتري لأولاده ما يريدون، وظل الهم في صدره، ونام وعقله مشغول بذلك، ولكنه استراح من ذلك الهم فجأة، أتدرون ماذا حدث؟، مات .. راحة أبدية من هذه الدنيا .. لذلك أقول: واللهِ .. إن هذه الدنيا لا تستحق أن تقتل نفسك من أجلها.
لذلك: اجعل الهم همًّا واحدًا، وهو رضا الله سبحانه وتعالى، اجعل هذا همك: أن ترضي الله وحده، فلو رضي عنك لنالك كُلُّ خيرِ وبِرٍّ وبركةٍ