عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة: 19].
تب أخي الحبيب من هذا الترخص المَهين واستعن بالله على الأخذ بالعزائم، والعمل الجاد المثمر، والله المستعان.
وقد جعلت الكسل آخر هذه العناصر؛ حتى لا نكسل في التوبة، فلنسارع الآن .. حالًا .. ونتوب إلى الله ..
إخوتاه .. هذه توبة لازمة .. ليست استعدادًا لرمضان فحسب؛ فلعلنا لا ندرك رمضان؛ ولكنها لازمةٌ استعدادًا للموت، فقد تموت الآن في هذه اللحظة؛ إذا فتب ولا تسوف.
غفلة القلب من أضر الأشياء على العبد؛ ولذلك لا بد في الاستعداد لرمضان من التدريب على يقظة القلب، ولا شك أن من يقظة القلب أن يراعي شعائر الله وأن يعطيها حظها من التوقير والتعظيم وحفظ الحرمة، وهذا مطلبٌ خطير يجب أن يراعى في الاستعداد لرمضان.
فيجب أن نكون من داخلنا خائفين قلقين؛ أن يفوتنا رمضان من غير أن نعتق من النار ونكتب من أهل الجنة .. أصحاب السبت لما لم يعظموا أمر الله في عدم الصيد يوم السبت؛ مسخهم الله قردة، قال تعالى: {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [الأعراف: 166].
والله سبحانه وتعالى قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، فهذا أمر وفرض وشعيرة عظيمة، من عظَّمها فهو المتقي، قال الله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].