فعل إنسانٍ عاقل ..
هكذا حالك: إنك بعد أن كنت تقوم الليل إحدى عشرة ركعة يوميًّا في رمضان؛ تريد أن تترك هذا كله فلا تقوم الليل ولو بأربع ركعات، فأين أثر القيام فيك إذًا؟!
ألست قد وجدت لذةً في قيام رمضان؟، فلماذا تحرم نفسك من هذه اللذة؟، لماذا تحرم نفسك من الأجر؟، لماذا تترك سوسة الكسل تنخر في إيمانك؟!
إخوتاه .. إن ديننا هو دين الاستقامة لا يصلح فيه التلون والتفلت والزوغان، قال الله سبحانه وتعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم -: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ} [هود: 112]، فاستقم على أمر الله .. استقم على طاعة الله حتى تلقاه فيكون ذلك يوم عيدك الحقيقي، قال ربنا جل جلاله: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99]، واليقين: الموت، فكن ربانيًّا ولا تكن رمضانيًّا.
استقم على طاعة الله ولا تتلون.
لما جاء حذيفةَ بنَ اليمان الصحابيَّ الجليلَ - رضي الله عنه - الموتُ جلس عبد الله بن مسعود عند رأسه فقال: أوصني، فقال له: ألم يأتك اليقين؟، قال ابن مسعود: بلى وعزةِ ربي، فقال له حذيفة: فإياك والتلون؛ فإنه دين الله واحد.
إنك لا بد أن تخرج من رمضان بقلبٍ قد أَلِفَ الطاعة وأحبها واعتادها حتى صارت له كالهواء والماء للإنسان، فإياك أن تقتل إيمانك بالتثاقل إلى الأرض، والإخلاد إلى الكسل، والرضا بالقعود والنكوص.
إننى أريدك أيها الحبيب أن تكون شخصيةً ربانية مدى حياتك، لا على