سمع مناديك ثم تأخر عنك، إلهي، لا تعذب نفسًا قد عذبها الخوفُ منك .. ولا تخرس لسانًا كل ما يروي عنك .. ولا تُقِذْ بصرًا طالما يبكي لك .. ولا تخيب رجاءً وهو منوطٌ بك.
• إلهي .. ضع في ضعفي قوةً منك، ودع في كَفِّي كفًى عن غيرك، ارحم عبرة تترقرق على ما فاتها منك، برِّد كَبِدًا تحترق على بُعدها عنك.
• إلهي .. عرفتنا بربوبيتك، وأغرقتنا في بحار نعمتك، ودعوتنا إلى دار قدسك، ونعمتنا بذكرك وأنسك.
• إلهي، إن ظلمة ظلمنا لأنفسنا قد عمت، وبحار الغفلة على قلوبنا قد طمت، فالعجز شامل، والحصر حاصل، والتسليم أسلم، وأنت بالحال أعلم.
• إلهي .. ما عصيناك جهلًا بعقابك، ولا تعرضًا لعذابك، ولكن سولت لنا نفوسنا، وأعانتنا شقوتنا، وغرنا سترك علينا، وأطمعنا في عفوك برك بنا، فالآن من عذابك من يستنقذنا؟!، وبحبل من نعتصم إن قطعت حبلك عنا؟، واخجلاه من الوقوف غدًا بين يديك!!، وافضيحتنا إذا عرضت أعمالنا القبيحة عليك!!، اللَّهم اغفر ما علمت، ولا تهتك ما سترت.
• إلهي .. إن كنا عصيناك بجهل، فقد دعوناك بعقل، حيث علمنا أن لنا ربًا يغفر الذنوب ولا يبالي ..
يا من أقام لي غرس ذكري، وأجرى لي أنهارًا تجري، وجعل لي أيام عيد في اجتماع الورى، وأقام لي فيهم أسواق التقوى؛ أقبلت إليك معتمدًا عليك، ممتلئ القلب من رجائك، ورطب اللسان من دعائك، في قلبي من الذنوب زفرات، ومعي عليها ندامات، إن أعطيتني قبلت، وإن منعتني