قال المُنَاوي: تبركًا وتيمنًا به سمي الملتزم؛ لأن الناس يعتنقونه ويضمونه إلى صدورهم، وصح أنه ما دعا به ذو عاهة إلا برئ، أي بصدق النية وتصديق الشارع والإخلاص، وغير ذلك مما يعلمه أهل الاختصاص.
عن محمَّد بن المنكدر عن أبيه قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من طاف بالبيت أسبوعًا لا يلغو فيه كان كعدل رقبة يعد له" (?).
ثالثًا: عن محمَّد بن المنكدر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من طاف بهذا البيت أسبوعًا فأحصاه؛ كان كعتق رقبة، لا يضع قدمًا ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة وكتب له بها حسنة" (?).
رابعًا: الابتداء بالحجر؛ لأنه وجب عند التشريع أن يعين محَلَّ البداءةِ وجِهَةَ المشي، والحجر أحسن مواضع البيت؛ لأنه نازل من الجنة، واليمين أيمن الجهتين.
وطواف القدوم بمنزلة تحية المسجد، إنما شرع تعظيمًا للبيت؛ لأن الإبطاء بالطواف في مكانه وزمانه عند تهيؤ أسبابه سوء أدب، وأول طواف بالبيت فيه رمل واضطباع، وذلك لمعانٍ: منها ما ذكره ابن عباس - رضي الله عنهما -، من إخافة قلوب المشركين، وإظهار صولة المسلمين، فهو فعل من أفعال الجهاد، وهذا السبب قد انقضى ومضى، ومنها تصوير الرغبة في طاعة الله، وأنه لم يزده السفر الشاسع والتعب العظيم إلا شوقًا ورغبة.
(7) تقبيل الحجر:
وأعظم ما في الطواف تقبيل الحجر: