فإن هذا العمل العظيم -عمرة رمضان- يصبح عند فساد النية هباءً منثورًا، تعالوا لنحرر ابتداء لماذا نعتمر في رمضان؟
أولًا: الرحلة إلى الله:
قال بعض السلف: ذكرتني هذه الرحلة بالرحلة إلى الله.
عندما تذهب إلى العمرة، تذهب إلى من؟ .. ترتحل إلى من؟ .. إنك تكون في رحلة إلى الله تعالى، تفهم فيها معنى الفرار إلى الله: {فَفِرُّوا إِلَى اللهِ} [الذاريات: 50]، وترى فيها معنى الهجرة: "المهاجر من هجر ما نهى الله عنه" (?).
فلابد أن تفهم في العمرة أنك مهاجر إلى الله، فارٌّ إلى الله، مرتحلٌ ذاهبٌ إليه، وهذا كله يدخل في معنى كلمة "لبيك اللَّهم لبيك".
ثانيًا: التلبية والفرار إلى الله:
كثيرٌ من الناس يردد هذه التلبية ولا يفهم معناها، ولبيك معناها: جئتك يا رب .. أستجبت لأمرك .. كان بعض السلف إذا ضاق صدره دخل بيته وأغلق على نفسه الباب وقال: إلهي .. إليكَ جئتُ، هذا المعنى تجده حقيقة في العمرة، وأنت ذاهب إلى بيت الله تقول: يا رب جئت إليك، لذلك فإن الذي يحس هذا المعنى لا يردد التلبية على أنها نشيد أو أغنية تقال كما يفعل كثيرٌ من الناس، لا .. وإنما يلبي من قلبه، بل يُلبِّي قلبُه، فقلبه هو الذي يردد: لبيك اللَّهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.