عمرة رمضان
وأقبلت أيام الخير:
أحبتي في الله، أقبلت أيام الخير، وهذه الأيام تمر وتجري وتمضي علينا، وينقضي العمر ويأتي الموت بما فيه، وتقوم القيامة وعندئذ يتحسر الإنسان ولا تنفعه الحسرة، ويندم ولات حين مندم، ويقدم أعذاره فلا تقبل: {يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} [القيامة: 10 - 15]، نسأل الله أن يرزقنا غنيمة الأوقات، قال الله -عز وجل-: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [الفرقان: 62] جعل الليل والنهار خلفة، يخلف أحدهما الآخر ليستدرك العبد ما فاته، ودخول رمضان غنيمة تحتاج أن تغتنمها اغتنامًا حقيقيًا.
عظمة رمضان:
أيها الإخوة، أرأيتم لو أن رجلًا رُزِق بزوجة صالحة على خُلُق ودين وجمال وحسب، كيف يكون حاله؟!، إنه قد اجتمع له الخيرُ كله، وهذا المعنى نجده هنا، إذا اجتمع شرف الزمان وشرف المكان وشرف العبادة، والزمان الشريف هو رمضان، رمضان وما أدراك ما رمضان؟، شهر عظيم، عظيم بكل معاني الكلمة، يكفي في ذلك أن الله سماه باسمه في كتابه العزيز فقال: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]، وفرض صومه: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}.
يكفيك فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أدركه شهر رمضان فلم يففر له فأبعده الله