ما ذاقت أعينهم غمضًا وهو ينام وله غطيط! بكوا تحت ستر الليل وهو لاعب! خافوا وهم قد نصبوا أقدامهم حتى تورمت ومالوا في الأسحار إلى الاستغفار وهو الآمن الغافل النائم! فإذا أراد أن يلحق بالمتهجدين السادة .. فليترك مخاللة الفراش والوسادة ..
وأما الميسرات الباطنة لقيام الليل فأربعة أمور:
الأول: سلامة القلب عن الحقد على المسلمين، وعن البدع وعن فضول هموم الدنيا.
الثاني: خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل، فإنه إذا تفكر أهوال الآخرة ودركات جهنم طار نومه وعظم حذره.
الثالث: أن يعرف فضلَ قيام الليل بسماع الآيات والأحاديث والآثار، حتى يستحكم به رجاؤه فيهيجه الشوق لطلب المزيد.
الرابع: وهو أشرف البواعث: حب الله وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكلم بحرف إلا وهو مناج ربه وهو سبحانه معه مطلع عليه.
آداب القيام:
1 - الإخلاص وترك العجب:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة الرجل تطوعًا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسًا وعشرين" (?)، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - ينام السحر الأعلى ليذهب النوم بصفوة القيام وهو أبعد الناس عن الرياء.
اتباع هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -: