أما الحسن البصري شيخ البكائين الذي وصفوه بأنه إذا بكى فكأن النار لم تخلق إلا له، لما قيل له: ما يبكيك؟، قال: أخاف أن يطرحني غدًا في النار ولا يبالي.

وفي رواية: وما يؤمنني أن يكون قد اطلع على بعض ذنوبي فقال اذهب فلا غفرت لك.

إذا قمت .. أيقظ أهلك:

إن عباد الرحمن لا يكفيهم أنهم يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا فحسب، بل ويرجون ذريةً تسير على نهجهم، وأن تكون لهم أزواجٌ من نوعيتهم فتقر بهم أعينهم، وتطمئن لهم قلوبهم. قال سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21].

وتأمل معي قول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -: "من استيقظ من الليل وأيقظ أهله فصليا ركعتين جميعًا، كتبا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات" (?).

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "رحم الله رجلًا قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء" (?)، وهذا النضح من باب المداعبة بين الرجل وزوجته، فهما متعاونان على طاعة الله تعالى، ولا يحب أحدهما أن ينفرد بالخير دون الآخر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015