قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكونُ رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من شهر رمضان فيدارسه القرآن. كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يلقاه جبريل - عليه السلام - أجودَ بالخير من الريحِ المُرْسَلَة" (?).
الله الكريم يحبُّ أن يرى أثر نعمته على عبده، قال سبحانه وتعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11]، ومن أسماء الله الحسنى "المنَّان"؛ فهو سبحانه يحبُّ المدح، ورمضان شهرٌ كثير البركات عظيمُ الخيرات، جَادَ اللهُ فيه على عباده بأنواعٍ من النعم؛ فوجب أن يكون للعبد في المقابل أنواعٌ من الجُود شكرًا لهذه النعم؛ أسْوةً بالنبي محمَّد - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنه وإن كان أجودَ من الريح المرسلة في غير رمضان؛ إلا أنه كان يصير أجودَ من ذلك في رمضان.
إننا نريدُ أيها الأخُ الكريم أن تُظهر لله أنواعًا من الجود في رمضان:
- أطعم الفقراء والمساكين، من طعامك الذي تأكله على مائدتك أو أفضل.
- تصدق بصدقة من أعزِّ ما تملِك.
- أكرم فقيرًا بأكثر مما يتمنى.
نريد منك مظاهر جود لم تحدث من قبل .. اقتسم عمرُ مالَهُ مع الله، وخرج أبو بكر من مالِهِ كُلِّه، فماذا أنت فاعل؟
واعلم أنه لم تُستجلب نِعمُ اللهِ قط وإكرامُهُ وفضلُه بمِثلِ الجودِ وإكرامِ خلقِه.