"إن كمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وإن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة" (?).
فانتهز أخي الحبيب فرصة رمضان الكريم، وحسِّن أخلاقك لكي تكون في أعلى درجة في هذا الصيام، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا زعيمٌ ببيتٍ في أعلى الجنة لمن حَسُنَ خلقه" (?).
المفروض أن رمضان شهر الزهد، فإنما شرع الصيام ليقع التقلل، وفرض الله الصيام على الأمة شهرًا كل عام ليعرف الناس قدر الدنيا، وقيمة الطعام والشراب والشهوات، وليتمكنوا من التحكم فيها، فلا تحكمهم ولا تكون أهدافهم وآمالهم في حياتهم، ويتم التدريب على ذلك لمدة شهر يتكرر كل عام للتذكير بهذه القضية التي يمكن أن نسميها حقًّا: الزهد في الدنيا، ولذلك من مشاهد المعبودية في الصيام الزهد، فما هو الزهد حقيقة.
ذكر ابن القيم -عليه رحمة الله- في كتاب "طريق الهجرتين وباب السعادتين" عند كلامه عن الزهد كلامًا نفيسًا، ننقله هنا بنصه، فاقرأ وأعد وافهم ثم اعمل: "الزهد على أربعة أقسام:
أحدها: فرض على كل مسلم، وهو الزهد في الحرام، وهذا متى أَخَلَّ به مسلم انعقد سببُ العقاب، فلابد من وجود مسببه ما لم ينعقد سبب آخر يضاده.
الثاني: زهد مستحب، وهو على درجاتٍ في الاستحباب بحسب المزهود