رابعًا: المحاسبة:
لا بد من محاسبة النفس، قال الله سبحانه وتعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ} [آل عمران: 30]، وقال سبحانه: {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ} [النبأ: 40]، سترى عملك بعينك وتسمعه بأذنك؛ لذلك يجب أن تجلس مع نفسك وتنظر في أعمالك لتصلحها قبل أن تراها يوم القيامة، اكتب أعمالك وضعها أمامك، وقل لنفسك: أتحبين أن تقابلي ربك بهذه الصحيفة؟!، هل ستأخذين كتابك باليمين أم بالشمال؟، هل هذا تدخلين به الجنة أم تدخلين به النار؟، هل هذا يرضي الله عنك أم يسخطه عليك؟، وهذا هو توبيخ النفس وزجرها؛ لتعلم حقيقتها وقدرها.
خامسًا: المعاتبة والمعاقبة:
وذلك بأن تعاتب نفسك وتؤدبها وتعاقبها بأن تمنعها مثلًا من بعض المباحات تأديبًا وزجرًا، وتهذيبًا وتربية، أو تعاقبها بأن تلزمها وتفرض عليها استغفار عشرة آلاف مرة وتمنعها من النوم، تعاقبها بأن تأكل خبزًا جافًّا بغير إدام وتشرب بعد الخبز ماءً فقط. بعض السلف أراد أن يعالج نفسه من الغيبة فما استطاع أن يعالجها بعد أن جرب معها بعض العلاجات، ثم عاقبها بأنه إذا اغتاب إنسانًا تصدق، فكلما اغتاب إنسانًا تصدق، حتى قال: فغلبني حبُّ الدنانير فتركت الغِيبة، فعاقب نفسك لعلك تستطيع قيادة زمامها.
تتمة الأعمال:
ثم بعد ذلك هناك صلاة الضحى فصلها ركعتين أو أربع أو ست أو ثمان، ثم انصرف من المسجد، إن كان ثمة وقت للنوم أو المضي إلى العمل فامْضِ، ثم المحافظة على الأذكار الموظفة كأذكار دخول المسجد والخروج