وقد أوقعتني هذه المسألة في حيرة مدة من الزمان، واستشرت فيها كثيرًا من المشايخ وهي: هل الاحتساب شرط لحصول الأجر؟، أي لو أن رجلًا جلس في المسجد دون أن يستحضر نية الاعتكاف ونزول الرحمة وغير ذلك من النوايا؛ فهل هذا ليس له أجر؟، والراجح أنه ليس له أجر؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" (?)، وهذا لم ينو شيئًا فليس له شيء.

فلابد أن تستحضر في كل عمل نية الاحتساب والاستسلام لأمر الله.

يا رب، تركت هذا لأجلك؛ لأحتسب عندك الأجر .. عندما تغمرك هذه النية وتملأ قلبك؛ حينها تحصل على الأجر، لذلك لا بد من استحضار نية المغفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة، كي يغفر لك، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنك مطالب أن يكون قلبك يقظًا دائمًا متحفزًا سميعًا مجيبًا لأوامر الشرع.

الهدف الثالث: سمو الروح للعتق من النار:

لا بد من استشعار معنى العتق، أن تستشعر أنك قد تكون فعلًا من أهل النار.

* تصدَّقَ يونس بن عبيد يوم أضحى بلحم كثير ثم قال لغلامه:

والله ما أراه يتقبل مني شيئًا؛ وإني والله أخشى أن أكون من أهل النار.

قال الإِمام الذهبي في السير: كل من لم يخشَ أن يكون من أهل النار؛ فهو مغرور قد أَمِن مكر الله به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015