مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين. وذهب بعض النحويين إلى أن هذه الأسماء إذا كانت في موضع رفع؛ كان فيها نقل بلا قلب، وإذا كانت في موضع نصب، كان فيها قلب بلا نقل، وإذا كانت في موضع جرّ كان فيها نقل وقلب؛ ألا ترى أنك إذا قلت: هذا أبوك، كان الأصل فيه: هذا أبوك؛ فنقلت الضمة من الواو إلى ما قبلها، فكان فيه نقل بلا قلب، وإذا قلت: رأيت أباك، كان الأصل فيه: رأيت أبوك، فتحركت الواو، وانفتح ما قبلها، فقلبت الواو ألفًا، فكان فيه قلب بلا نقل، وإذا قلت: مررت بأبيك، كان الأصل فيه: مررت بأَبَوِكَ؛ فنقلت الكسرة من الواو إلى ما قبلها، وانقلبت الواو ياء؛ لسكونها وانكسار ما قبلها، فكان فيه نقل وقلب؛ وذهب بعض النحويين إلى أن الياء والواو والألف، نشأت عن إشباع الحركات كقول الشاعر1: [البسيط]
الله يعلم أنا في تَلَفُّتنا ... يوم الفِراق إلى إخواننا صُور
وأنني حيثما يثن الهوى بصري ... من حيث ما سلكو أدنوا فأنظورُ2
أراد: فأنظر، فأشبع الضمة؛ فنشأت الواو. وكما قال الآخر في إشباع الفتحة: [الوافر]
وأنت من الغوائل حين ترمي ... ومن ذم الرجال بمنتزاح4
أراد: بمنتزح، فأشبع الفتحة؛ فنشأت الألف؛ وقال الآخر5 في إشباع الكسرة: [البسيط]
تنفي يداها الحصى في كل هاجرة ... نفي الدراهيم تنقاد الصياريف6