[إعمال حروف الجرِّ الجرَّ وعلة ذلك]
إن قال قائل: لِمَ عملت هذه الحروف الجرَّ؟ قيل: إنما عملت؛ لأنَّها اختصت بالأسماء، والحروف متى كانت مختصَّة؛ وجب أن تكون عاملة، وإنما وجب أن تعمل الجر؛ لأن إعراب الأسماء رفع، ونصب، وجر، فلما سبق الابتداء إلى الرفع في المبتدأ، والفعل إلى الرفع -أيضًا- في الفاعل، وإلى النصب في المفعول، لم يبقَ إلا الجر؛ فلهذا، وجب أن تعمل الجرّ؛ وأجود من هذا أن تقول: إنما عملت الجرَّ؛ لأنها تقع وسطًا بين الاسم والفعل، والجرّ وقع وسطًا بين الرفع والنصب، فأُعْطِي الأوسطُ الأوسطَ. ثُمَّ إنَّ هذه الحروف على ضربين:
أحدهما: يلزم الجرّ فيه.
والآخر:1 لا يلزم الجرّ فيه.
[ما يلزم الجرّ فيه من الحروف]
فأمّا ما يلزم الجر فيه فـ "من، وإلى، وفي، واللام، والباء، ورُبَّ" وأمَّا ما لا يلزم الجرّ/فيه/2 فـ "الواو، والتاء في القسم، وحتى"، ولها مواضع نذكرها /فيها/3 إن شاء الله تعالى.
[ما لا يلزم الجر فيه من الحروف]
وأمَّا ما لا يلزم الجر فيه فـ "عن، وعلى، والكاف، وحاشا، وخلا؛ ومذ، ومنذ".